CHAIRMAN: DR. KHALID BIN THANI AL THANI
EDITOR-IN-CHIEF: DR. KHALID MUBARAK AL-SHAFI

Views /Editor-in-Chief

مرحباً بالجميع

Dr. Khalid Al-Shafi

22 Sep 2022

بقلم د. خالد آل شافي 

اختصرت كلمة سمو الأمير المفدى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الكثير من القضايا. حيث عبر سموه عن ترحيبه بالجميع، ومد يد الصداقة وبناء جسور التواصل والتفاهم مع الجميع احتفاء بإنسانيتنا المشتركة، وبالإنابة عن الشعب القطري وبالأصالة عن نفسه دعا الجميع للحضور الى قطر والاستمتاع بالنسخة الفريدة من بطولة كأس العالم. فمرحبا بالجميع. 
لم يخلو خطاب الأمير كعادته عن القضايا الدولية الشائكة وموقف قطر منها، إذ أكد على ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وعدم تهميش القانون الدولي وإدارة الاختلاف بموجب توازنات القوى. وهذه نقطة كررها سموه في خطاباته الأممية لوضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها التي حددها القانون الدولي وانصاف أصحاب الحقوق دولاً كانت او اشخاص. 
وعرج سموه في خطابه الى الصراع بين روسيا وأوكرانيا داعياً الى وقف اطلاق النار والسعي الى حل سلمي للنزاع الذي سينتهي بالحوار مهما طال أمد الحرب، ناصحا بأن استمرارها لن يغير النتيجة بل سيزيد الضحايا ويضاعف آثارها الوخيمة على اوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي بأسره.  ثم خاطب بشكل مباشر مندوبي الدول الحاضرين بأن القضية الفلسطينية لا تزال دون حل وأنه في ظل عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية أصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع.
 وهنا لابد أن نشير بأن هاجس القضية الفلسطينية وعدالتها لاتفارق خطابات سمو الأمير الدولية والمحلية إذ تعتبر هذه القضية الأهم والأكبر بالنسبة للعالم الاسلامي أجمع . 
وقد انتقل سموه في خطابه الى معاناة الشعب السوري وحقه في العيش الكريم والسلام، مشدداً على محاسبة مجرمي الحرب في سوريا على ما ارتكبته أيديهم من جرائم. وبخصوص الشأن الليبي طالب سموه بإتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة، ونبذ من يرفض هذا الحل ومحاسبته. أما في اليمن فعبر عن تطلعه الى وقف شامل ودائم لاطلاق النار وفقا لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216.
وحول البرنامج النووي الايراني شدد سموه على الأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، وأن يضمن الاتفاق خلو المنطقة من السلاح النووي وحق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية، وهو ما سيفتح الباب لحوار أوسع على مستوى الأمن الاقليمي. 
وحث سموه جميع الاطراف الافغانية للحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة للسلام والبناء عليه وأن لا تكون افغانستان ملاذا للإرهاب. 
ان خطاب سمو الأمير كان شاملا وشفافاً وواضحاً لكل القضايا التي تمس المجتمع الدولي، حيث تناولت كلمته أدق التفاصيل وكيفية حلها بكل أمانة وموضوعية، فعدد وذكر واكد وشدد، وهكذا هو سموه، فكلمته كانت في صميم الحدث ومست الضمير الانساني، لا بل وضعت الجمعية العامة والأمم المتحدة والمجتمعات الدولية أمام مسؤولياتها التي يتوجب عليها القيام بها والتحرك نحو ايجاد الحلول ووضع التفاهمات التي من شأنها ارساء السلام والأمن الدولي. 
وفي ختام خطابه، تحدث سمو الأمير عن ترحيب الرأي العام بقيام دول عربية شقيقة بإعتبار بطاقة هيا التي تشمل الدخول الى قطر تأشيرة للدخول الى تلك الدول ايضاً، ويشكل هذا حافزاً للشعوب العربية للتطلع الى مستقبل تزول فيه الحواجز بين الشعوب، مضيفاً ان الشعب القطري يفتح ذراعيه لاستقبال محبي كرة القدم على اختلاف مشاربهم. 
وأنهى سمو الأمير خطابه بكلمة جميلة في المعنى كبيرة في الهدف وغزيرة في المشاعر «فمرحبا بالجميع». وقد شمل خطاب سموه الكثير من المعاني والأهداف والحكم والنصائح التي ترسم الشخصية الانسانية الفذة للقائد «تميم المجد»، حمى الله قطر وشعبها وقيادتها من كل مكروه.