قطر من أكثر دول العالم سلماً
18 Feb 2018
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
لم يكن هذا الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونخ للأمن، الأول الذي يعبر فيه سموه عن الموقف القطري من أزمة الحصار الظالم على قطر بل يعد الثاني فعليا بعد خطاب العزة والكرامة الذي القاه سموه من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي .
وعند النظر الى ما تضمنه هذا الخطاب لتجده إستكمالاً للرؤية القطرية الواضحة من الأزمة والتي لم تتغير منذ بدايتها (اكثر من 9 اشهر). حيث أضاف كلمة لخص فيها ما يجول في خاطر كل الشعب القطري، وسوف يتلقفها المتابعين لشأن الازمة الخليجية وآخر تطوراتها ، إذ قال ان «الازمة الخليجية عديمة الجدوى وافتعلت من جيران طامعين» . ليؤكد سموه على ثبات الموقف القطري على سيادته الوطنية والتي لا يمكن المساس بها أو التباحث بشأنها مشددا سموه على أن الأزمة لن تثني قطر عن موقفها الثابت وأن الحصار فشل ولن يؤثر على المسيرة القطرية.
حيث أننا في قطر نرحب بالاتفاقيات الشاملة للجميع، وهذا ما طرحه سموه من خلال دعوته الى إتفاق أمني لجميع الدول في المنطقة للحفاط على أمنها، مستشهداًً بالإطار الجماعي الذي يقوم عليه الاتحاد الاوروبي.
وقد سجل سمو الامير حضوراً في أربع مناسبات دولية، غاب عنها قادة دول الحصار، وهي اجتماعات الجمعية العامة والقمة الخليجية بالكويت وقمة إسطنبول بشأن القدس بالاضافة الى القمة الامنية التي تعقد حاليا في ميونخ، وهذا يدل على أن سموه يحرص كل الحرص على المشاركة والحضور لطرح وجهة النظر القطرية في العديد من المناسبات التي تعقد في دول العالم وليؤكد للجميع أن قطر بخير وتخطو نحو المستقبل بكل ثقة وإقتدار.
سمو الامير ومن خلال هذا الخطاب والذي تقرأ فيه كما عودنا سموه، الكبرياء والصراحة والصدق والأمانة، يطرح عدداً من الاقتراحات لدول المنطقة ولعلها تجد آذانا صاغية لبحث مستقبل المنطقة والابتعاد عن كل مايقوض أمنها الاقليمي. مكرراً ما ذكره سموه في خطاباته السابقة أن الإرهاب يحتاج الى إجتثاث الظلم والذي ينتج التطرف واليأس.
خطاب قوي، يحمل في طياته الكثير من الإشارات التي لابد من التمعن بها، ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين، والبعد عن أسلوب البلطجة الذي عفى عنه الدهر وشرب والنظر الى مستقبل الشعوب ومحاولة إصلاح الأنظمة، بما يكفل حقوق الانسان وهذا لن يتحقق إلا برغبة دولية صادقة.
أخيراً، لن توفي بضع هذه الكلمات ما قاله سمو الامير المفدى ولو كتبنا الكثير من التحليلات والتفسيرات ولكن استفدنا الكثير ومازلنا نستفيد من رؤياه وفكره المستنير بالنهوض بالشعوب والدول نحو عالم يزخر بالرقي والامن والامان ولكن هل من مجيب من دول الحصار، نؤكد أن مقولة «قطر أكثر قوة من بعد الحصار» كافية للنظر الى ما سوف تكون عليه الدوحة مستقبلا في ظل قائد الوطن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.
تحية الولاء والإجلال تبقى أقل ما يقدمه الشعب القطري لسموه الكريم، والذي رفع من مكانة قطر عالياً بين دول العالم، لا نريد الإطالة ولكن ختاماً «ستبقى قطر واحة السلام والأمان».