Dr. Khalid Al-Shafi
احتفلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع يوم الأحد الماضي بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، مستعرضة الإنجازات الهامة التي عززت سمعة ومكانة قطر في مجالات التعليم، والبحوث والطب والابتكارات، والاستدامة
فمنذ تأسيسها في عام 1995 وفق رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، قامت مؤسسة قطر ببناء منظومة متكاملة تعمل على تطوير التعليم ودعم البحوث العلمية وتعزيز ريادة الأعمال والاستدامة لإعداد أجيال المستقبل لمواجهة التحديات الناشئة، وأقامت مؤسسة قطر على مدى ثلاثة عقود بيئة تعليمية شاملة، بما في ذلك 6 مدارس متخصصة ومؤسسات تعليمية عالمية متميزة مثل جامعة حمد بن خليفة و7 جامعات شريكة تخرج منها مجتمعةً أكثر من 9,900 طالب وطالبة في 60 برنامجا أكاديميا. بالإضافة إلى ذلك، دعمت المؤسسة أكثر من 3,000 مشروع بحثي، حيث تشكل النساء ما نسبته 49% من الباحثين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واستقطبت طلابا من 119 دولة، مما عزز تنوعا ثقافيا وبيئة تعليم جاذبة
وفي مجال الرعاية الصحية، لعبت مؤسسة قطر دورا محوريا في مجال الطب الدقيق، حيث قامت بتحليل أكثر من 45,000 عينة من الحمض النووي وتطوير التشخيص المبكر لأمراض مثل السرطان والسكري، واستفاد من ذلك أكثر من 6,200 شخص
وقد أدى التزامها بالذكاء الاصطناعي إلى دعم 38 مشروعا بحثيا في عام 2023 وحده، مع برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لدفع عجلة الابتكار التكنولوجي. وتظل الاستدامة محورية في رسالة مؤسسة قطر، وتجلى ذلك في إنشاء مركز” إرثنا“، للأبحاث وتعزيز الحلول البيئية، بالإضافة إلى تنظيم أكثر من 1400 فعالية في عام 2023 حول مواضيع مثل تغير المناخ والطاقة المتجددة
وقد عملت مؤسسة قطر بنشاط ثقافي حثيث للحفاظ على التراث العربي وتعزيز الحوار العالمي من خلال مبادرات مثل مكتبة قطر الوطنية، ووضعت اللغة العربية على رأس أولوياتها، وأطلقت منصة "فنار" المبتكرة. أما في مجال الرياضة، فقد طورت مؤسسة قطر مرافق عالمية المستوى ولعبت دورا في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 من خلال تنظيم برامج تركز على الرياضة كأداة للتبادل الثقافي
ومع دخولها العقد الرابع، تواصل مؤسسة قطر ريادتها في مجال الابتكار والتعليم المستدام بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وبما يضمن تأثيرا عالميا دائما من خلال تعزيز الإبداع والتعلم والبحث العلمي للأجيال القادمة
من حلم الى حقيقة هذه كلمة تختصر الكثير وتعني الكثير، لذا اخترتها عنوانا لهذا المقال. فشكرا لسمو الشيخة موزا بنت ناصر تفانيها وجهودها المضنية واصرارها على النجاح التفوق واثراء المجتمع المحلي والعالمي بتسخير كل الإمكانيات وتحقيق الإنجازات التي بفضل من الله تعالى ثم بتوجيهاتها ومتابعتها واشرافها المباشر لتذليل كل الصعاب للخروج بالنتائج التي نتباهى بها الان في قطر بأن لدينا هذه المؤسسة الكبيرة والعريقة التي أحدثت فارقا كبيرا في التعليم والبحوث والطب وغيرها من العلوم. ومازلنا ننتظر الكثير، حيث ان سمو الشيخة موزا تعمل بلا كلل ولا ملل ولا تعرف المستحيل ولنا في كلمتها برهان ودليل "ان المؤسسة وانا مرتبطان ببعضنا البعض ، لقد نشأنا ونضجنا معا، والان اصبح الحلم حقيقة، كنت الحالم ومؤسسة قطر هي الحلم الناشئ"
هذه الكلمة فيها من الاعتزاز الكثير وتوحي لقطر وابناءها بأن المستقبل بين أيديهم، وهنا نؤكد اننا على المسار في ظل قيادتنا الرشيدة نحو عالم أرحب ومستقبل باهر بالعطاء والنماء. ودولة قطر ولله الحمد حباها الله بقيادة محبة لشعبها وواعية لكل المخاطر المحدقة بها ومستقبلها، فتسخر كل امكانياتها نحو عالم رحب ينعم بالأمن، والأمان، والرخاء، والدوام
فشكرا لمؤسسة قطر وشكرا لسمو الشيخة موزا على كل هذه النتائج المبهرة والمتميزة ونحن على يقين بأن القادم أفضل. الشكر فقط لا يفي سموها حقها، فهي ام الجميع وزوجة سمو الأمير الوالد، قائد نهضة قطر الحديثة، ووالدة سمو الأمير المفدى (تميم المجد). والحديث هنا يطول كثيرا، والآمال المعقودة في أيادي أمينة، ومؤسسة قطر التي نفتخر بها بدأت فكرة ونشأت مؤسسة وأصبحت صرحا علميا ينافس أعتى المؤسسات العالمية