Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
بعد مرور أسبوعين على الحصار الذي أعلنته المملكة العربية السعودية والإمارات ومملكة البحرين على قطر، سطعت جملة من الحقائق ، كان أبرزها انتصار قطر سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً على دول الحصار، وكسبت احترام العالم وتقدير القوى الدولية الفاعلة، ومساندة الشعوب المدفوعة بحب قطر وحفظ الجميل لها دون قيد أو شرط .. ولهذا رفعت الرايات في أوروبا وآسيا قبل أن ترفع في الدول العربية تأييداً لقطر وتنديداً بالحصار وشجباً للاتهامات الكاذبة التي تخالف الواقع.
وبمرور الأيام أدت كل هذه العوامل إلى هزيمة ماحقة للحصار ونجحت بلادي في كسره بالعزيمة الصادقة، والمسنودة بالشعب المحب لقيادته والداعم لها ، لم تكن هذه النجاحات المتكررة بمحض الصدفة .. بل بعمل شاق أسس من سنوات، وتحركات دولية ومواقف دبلوماسية في المحافل الدولية المختلفة.
لم تجد المؤامرة المسماة بالحصار إلا الفشل بعد الفشل ، حيث إن المجتمع الدولي لا يسير وفق أهواء شخصية ومعتقدات نفسية وتفسيرات خيالية، بل لابد من الاستناد إلى أدلة دامغة وصحيحة حتى يتم التعامل مع القضية بكل شفافية وموضوعية.
لكن الاتهامات المغرضة التي أرادوا بها مع الأسف الإساءة لقطر الخير لم تقنع أقرب مؤيديهم وهم مواطنو هذه الدول، والذين يعتبرونه على علم بما يحدث وقد تراوحت ردودهم وتحفظهم على هذه الفبركات بين رافض ومستغرب ومنصدم، مما حدا بالبعض إلى التعبير عن مواقفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، وأعلن عن وجهة نظره، والتي تخالف التوجه العام الرسمي لدولته، مما جعل هذه الدول تقوم بفرض رقابة على كل تعاطف يبديه أي مواطن في هذه الدول مع دولة قطر وفرض غرامة مالية ومحاكمة وسجن .. أليس هذا سلخاً لحقوق الإنسان؛ والذي لم يستطيعوا أن يقنعوه بما فعلوه في دولة شقيقة وجارة وترتبط ارتباطاً كلياً بمحيطها.
لسنا هنا اليوم للتعليق على ما تم من إجراءات أساءت لهذه الدول أكثر من إساءته لدولتنا الحبيبة . والتاريخ سوف يشهد على ذلك، لا وبل أن هذا الذي يسمى حصار زاد من لحمة وقناعة الشعب القطري في الاعتماد على نفسه والعمل على الانجاز وعدم الانجرار إلى ما يسمى المؤامرات الإعلامية التي تحاك ضده وضد قيادته.