Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
يعد عيد الأضحى المبارك، المناسبة الثانية بعد عيد الفطر التي تمر علينا في قطر، ونحن نتعرض لحصار جائر من دول شقيقة وجارة تربطنا بها أخوة الدين والدم وغيرها من الروابط القوية التي تجمع الشعوب، بل إن تعاليم ديننا الحنيف تحرم علينا مقاطعة الصديق والجار والرفيق ناهيك عن مقاطعة شعب بكامله وبغير وجه حق.
نكتب في هذا اليوم الذي يعد يوم فرحة وبهجة لعامة الأمة الإسلامية وقلوبنا عامرة بمحبة دولتنا قطر وقائدنا سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه وشعب قطر الوفي والذي أثبت للعالم معنى الولاء من خلال تماسكه وتعاضده وتكاتفه خلف قيادته الرشيدة.
وأهل قطر وهم يحتفلون بالعيد المبارك لكن نفوسهم متحسرة على حال العالم الإسلامي والعلاقات بين الأشقاء، لمنعهم من الحج هذا العام بسبب تسييس شعائر هذه الفريضة الواجبة على كل مسلم استطاع أن يؤديها، وتعتبر هذه أول مرة في التاريخ يمنع القطريون من حج بيت الله.
لم نتأثر ولن نتأثر كما يريد المغرضون بل قطر اليوم ليست قطر الأمس، وحب الوطن أعطى الجميع الدافع إلى العمل لمستقبل هذه البلاد والتي لم تألو جهدا في تقديم كل ما تملك لشعبها وبتوجيهات سمو الأمير تميم مما جعلنا في مصاف الدول المتقدمة بالعالم. قالها سيدي سمو الأمير في خطاب الكرامة «رب ضارة نافعة» وهو ما جعلنا نعتمد على أنفسنا ونوفر أهم المتطلبات والأساسيات والتي من خلالها نعتمد بعد الله تعالى على سواعدنا من أبناء هذا الوطن المعطاء.
وللتاريخ لابد من التأكيد على نقطة في غاية الأهمية وهي أن المنطقة لا تحتمل الاختلافات السياسية والتصريحات العبثية غير المدروسة والتي تصب في صالح الأعداء، فالأخطار المحدقة من حولنا تتحين الفرص المواتية للنيل من دول المنطقة قاطبة وليست دولة بعينها، حيث إن المنطقة الخليجية تعتبر من أهم المناطق بالعالم نظرا للإمكانات الاقتصادية التي تزخر بها.
وهنا أؤكد أن هذا التعليق على مستقبل المنطقة لا أقصد به أن قطر تأثرت من الحصار لا و الله فلو بقي الحصار سنوات لن تتأثر دولة يقودها تميم ولكن من باب الحرص وهذا هو حال دولة قطر والتي تنظر إلى مستقبل المنطقة ولا تنظر إلى نفسها بمعزل عنه فهي من دولة تعيش في منظومة مشتركة.
قطر رسمت مستقبلها منذ أمد بعيد ولن تنال منها أي مناوشات سياسية أو اقتصادية من هنا أو هناك حيث إن ما قدمته من مساعدات ومواقف دولية خير دليل على مكانتها العالمية. بغض النظر عما تقدمه داخليا من مميزات مهولة لمواطنيها وساكنيها لا تجدها متوفرة في جميع دول العالم. قطر وضعت الخطط التي تطبق حاليا وفقا لأعلى المعايير ولرؤية قطر 2030 حتى تصبح دولة تملك كل مقومات الدول القوية الناجحة والمكتفية والقادرة على التصدير والنمو المستمر.
لا نقول نحن نرفض الحوار والوساطة الأخوية الكويتية والتي نكن لها كل مشاعر التقدير والرضى والاحترام بل نقول مرحبا وأهلا وسهلا بالحوار البناء الهادف الذي لا يسيء للقرارات الوطنية ويتدخل في شؤون الغير ولكنه قبل البدء في ذلك لابد من رفع الحصار الظالم الذي وضع على دولة قطر من دون أي أسباب أو استثناء ومن ثم يتم التباحث حول جميع القضايا والأمور ذات الصلة.
وأخيرا وليس آخرا لابد أن نعيش فرحة هذا اليوم مع شعب قطر الحبيب في ظل تميم المجد أعزه الله وأمده بنصر من عنده.