CHAIRMAN: DR. KHALID BIN THANI AL THANI
EDITOR-IN-CHIEF: DR. KHALID MUBARAK AL-SHAFI

Views /Editor-in-Chief

ادعاءات وليست مطالبات

Dr. Khalid Al-Shafi

29 Jun 2017

بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير

لا يمكن بأي حال من الاحوال القبول بالاملاءات التي ساقتها دول الحصار ضد دولة قطر، حيث إن تلك الادعاءات وهنا اكرر الادعاءات وليست المطالبات، تبقى حبرا على ورق ما لم تسند الى الادلة والبراهين التي تؤكد صحتها، وعند ذلك يمكن الجلوس على طاولة الحوار والنقاش في البيت الخليجي ووفقا لاحترام سيادة الدول.

ويصبح من المستحيل في ظل هذا الغموض،التعاطي مع مثل هذه الادعاءات والتجاوب مع الشكاوى أو المطالبات كما يسمونها.

ان قطر منذ بداية الازمة وهي تطالب بالحوار البناء الهادف الى حلحلة الأزمة والقضاء على مسبباتها وفقا لمرجعية منظمة مجلس التعاون الخليجي وفي إطار قرارات المنظمات الدولية. ومن جانب آخر فإن الاختلاف في فبركة الطرح بين دول الحصار وتفاوت وتناقض المواقف، أثبت لجميع الشعوب الحرة في العالم لاسيما في منطقتنا الخليجية أن هناك تلفيق للتهم وليس أدلة دامغة.. ومن ينظر الى المدة التي حوصرت بها دولة قطر بدون اية أسباب سوى فبركات اعلامية وادعاءات على سمو الأمير نتيجة قرصنة موقع وكالة الانباء القطرية التي نفتها دولة قطر وقالت إن الموقع تم اختراقه وبث تصريحات مفبركة نسبت زوراً وبهتاناً لسمو الأمير. إلا ان القنوات المسيسة مع الاسف الشديد لم تأبه الى النفي القطري واستمرت في الاساءة والتطاول على دولة شقيقة وجارة.
وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن النوايا السيئة كانت مبيتة والخطط مجهزة منذ فترة وقد حان وقت الهجوم. فلسنا من دعاة التشنج في التعاطي مع الازمة بشكل ايجابي رغم الاساءة التي تعرضت لها دولة قطر من عدد من الاعلاميين المأجورين في عدد من القنوات والصحف والمواقع في بعض دول الحصار. لكن الموقف القطري اكبر بكثير من المهاترات الاعلامية المغرضة، ودولة قطر اكدت اكثر من مرة بأنها ترحب بأية جهود لاعادة الامور الى ما قبل الحصار وبشكل خاص تكن كل المشاعر التقديرية لسمو الشيخ صباح أمير دولة الكويت الشقيقة على جهوده الكبيرة التي يقوم بها لرأب الصدع وإيجاد الحلول الممكنة لاعادة التضامن الخليجي، وقد اكدت دولة قطر بأنها ترحب بمناقشة الادعاءات ما عدا تلك التي تتعلق بالسيادة الوطنية لدولة قطر فهذا خط احمر لا يمكن تجاوزه او التباحث بشأنه.
وقد استوقفتني تصريحات سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية يوم امس عند لقاءه وزير الخارجية الامريكي ورده حول ما جرى خلال المباحثات بشأن الحوار والمصالحة فأجاب: ان ما تم تقديمه من دول الحصار مجرد ادعاءات غير مثبتة بأدلة وليست مطالب، مؤكدا أن قطر متفقة مع واشنطن على ان تكون المطالب عقلانية، وان يكون التفاوض مع دول الحصار يتطلب رغبة حقيقية عند الطرف الآخر وأدلة تدعم مطالبه.
ومن هنا فإن الرؤية التي قدمها سعادة وزير الخارجية هي ملخص للحالة التي تمر بها دولة قطر مع دول الحصار وكيفية التعامل مع هذه الازمة التي افتعلتها هذه الدول ضد دولة قطر ومستقبل الحوار الذي يتم العمل عليه.
لا نريد ان نزايد على مواقف احد. لكن الموقف القطري يبقى شامخا وعاليا ولا يخفي أي شيء، فيما يبقى الآخرون في سبات عميق يحاولون ايجاد بدائل وفبركات جديدة، حيث ان المسوغات الحالية لم تنطل على ابسط مواطني الدول الخليجية.
لسنا ضد التكامل الخليجي لكننا مع الانصاف في الحقوق والواجبات فكل الدول لها الحرية في ادارة شؤون دولها بدون تدخلات خارجية. ننتظر ما ستسفر عنه الايام القادمة في ظل الموقف القطري الواضح وضوح الشمس في السماء، الذي لا يعير اي اهتمام خارجي سوى الى شعبه الذي يكن له كل الاحترام والتقدير والولاء والطاعة.