عام على قرصنة وكالة الأنباء القطرية
24 May 2018
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
في مثل هذا اليوم من العام الماضي تعرض موقع وكالة الانباء القطرية للقرصنة، ونشرت فيه تصريحات مفبركة نسبت لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، إيذاناً ببدء سلسلة من عمليات تزييف للحقائق ونشر الأخبار الكاذبة والمغرضة والتي دبرت بليل، لتحقيق هدف واحد فقط وهو الإساءة لدولة قطر ومحاولة السيطرة على قرارها الوطني.
لم يحظى النفي القطري الرسمي لهذه التصريحات المفبركة جملة وتفصيلاً آذاناً صاغية لدى دول الحصار، ابتداءاً بنفي سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للاعلام، والشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، ووزارة الخارجية، لكون هذه الدول كانت تعمل على تنفيذ خطة معدة سلفاً قبل عملية القرصنة.
وهذا ما اكدته نتائج التحقيقات التي باشرتها حكومتنا الرشيدة منذ اليوم الأول للقرصنة بمشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي «أف بي آي» والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة البريطانية.
إذ أكدت التحقيقات وفقاً لصحيفة الواشنطن بوست التي نقلت عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية قولهم ان الامارات تقف وراء قرصنة موقع الوكالة، ولم توضح المخابرات الامريكية ما اذا كانت الامارات هي من قام بالقرصنة بشكل مباشر او انها اوكلت المهمة لمتعاقدين للقيام بها، وفي كلا الحالتين وقعت الجريمة وعرف من يقف ورائها.
وعلى ضوء ذلك تم استكمال بقية الخطة وقطع العلاقات مع دولة قطر والقيام بمحاصرتها براً وجواً وبحراً، الا ان كل هذا لم يؤدي الى النتائج التي خطط لها.
وما ان أدركت قطر ان هناك مخططا للنيل منها ومكانتها والسيطرة على مقدراتها، بدأت في وقت قياسي وسريع في خلق طرق بديلة ومسارات تجارية مختلفة حتى لا يطرأ أي تغيير في الحياة اليومية لشعب قطر. اذ تملك قطر اقتصادا قوياً واستثمارات كبيرة في شتى المجالات، وليس من الصعب عليها التحرك لفتح اسواق جديدة.
ان أكثر المتشائمين لم يخطر بباله ما قامت به دول الحصار من اساءة لدولة قطر متجاوزة ثوابت الاخوة في الدين والتداخل الأسري وغيرها من أمور لا يمكن العبث بها أو اقحامها في الخلافات البينية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وقفت قطر منذ حدوث جريمة القرصنة تنادي وتتساءل أين صوت العقل وتحاول الحفاظ (كما هي دوما مع الحق)، على اواصر الاخوة الخليجية، إلا ان الاهداف الموضوعة لهذا الاختراق كانت اكبر من المنظومة الخليجية وما يجمعها كما يبدو جلياً.
ان هذه القرصنة وما تلاها من اجراءات لن تثني قطر عن مسيرتها نحو المستقبل ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تسلم قرارها السيادي لأي جهة كانت.
ان قطر أرتضت لنفسها تلك المكانة التي قفزت بها لمصاف الدول المتقدمة في العالم. وهذا خير دليل على ان بلادنا محسودة من دول كانت في يوم من الأيام شقيقة وجارة ولا توجد بيننا وبينهم أية منافسات بل بالعكس كنا ندعم هذه الدول من خلال المنظومة الخليجية ونحن في قطر أكثر دولة تعير اهتمام لهذه المنظمة. وما زلنا نرحب بكل الأفكار التي تؤدي الى توحيد الصفوف في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.
ستبقى قطر كعبة المضيوم وسنكمل مشوار البناء للمستقبل، فلقد تجاوزنا مهاترات هذه الدول وأصبحت بالنسبة لنا من الماضي، أسواقنا مفتوحة وتجارتنا متنوعة واستثماراتنا كبيرة وقيادتنا رشيدة وواعية ، والحمد لله على هذه النعم.