سمو الأمير يخاطب الضمير الاسلامي
20 May 2018
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
كعادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه يلامس تطلعات المسلمين ومواقفهم في كافة دول العالم مؤكدا على وجوب ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بوصفها آخر قضية استعمارية ما زالت تشغل العالم.
ان الوضع الحالي والحديث كثيرا عن صفقة القرن التي اتضحت ملامحها من خلال نقل السفارة الامريكية الى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين والتي لا تقبل القسمة على إثنين ليس للفلسطينيين وحدهم، بل العالم الاسلامي كله.
وفي ظل كل هذه التطورات تعقد القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول والتي دعا اليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتباحث واتخاذ الاجراءات التي تخدم القضية الفلسطينية وتقف في وجه الاستعمار بوجهه الجديد.
ان كلمات سمو الأمير كانت في الصميم وتلامس مواقف ومشاعر المسلمين كافة. اذ شدد سموه على ان الفلسطينيين شعب حي لا يمكن تصفية قضيته، مضيفا ان المجزرة التي ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين تعمق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية، مستشهداً سموه بتاريخ القضية الفلسطينية والمحطات التي مرت بها منذ النكبة عام 1948 وما تلاها من قرارات، مؤكدا على حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي اقرته الامم المتحدة في قرارها رقم 194 في ديسمبر 1948.
لم تخلو أي خطابات لسمو الامير في المنابر الدولية وحتى الخطابات المحلية في المناسبات الوطنية عن ذكر القضية الفلسطينية، والمطالبة بايجاد حل عادل يكفل حياة كريمة للفلسطينين كغيرهم من شعوب العالم.
تعتبر هذه ثاني قمة طارئة حول فلسطين تعتقد في تركيا خلال فترة وجيزة، بدعوة من الجمهورية التركية التي نكن لها كل مشاعر الود والتقدير قيادةً وشعباً على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية في جميع المحافل والمؤتمرات الدولية.
ان المواقف القطرية الشجاعة لم يثنيها الحصار الظالم المفروض على شعبها، لأنها دولة ذات مبادئ ومواقف لا تحيد عنها، وتتسق مع تعاليم دينها الحنيف وعروبتها وشهامتها ومبادي القانون الدولي.
ان قطر تسير نحو المستقبل بخطى ثابته وواثقة ولم تنظر الى ما يحاك من قبل المشككين والمتآمرين على نجاحها اقليمياً ودولياً، وها هي تقف امام العالم بكل قوة تنتقد ماهو مخالف لمبادى الامم المتحدة وحقوق الانسان والاعراف والمواثيق الدولية.
اللافت في الأمر أننا في قطر لا ننظر الى الحصار على أنه عثرة أمام التطور وإنما أصبحنا بهذا الحصار أقوى من ذي قبل وانطلقنا نحو الاعتماد على انفسنا بعيداً عن الاتكال على الغير، او بمعنى أصح «تعاوننا في السابق مع اخوتنا».
ولولا هذا الحصار ربما لما اكتشفنا مدى الحقد الدفين الذي يضمره البعض لنجاحات قطر وتميزها في المحافل الدولية.
سمو الأمير لم يذكر الحصار في خطابه الذي وجهه الى كل الضمائر الحية بالعالم الاسلامي وانما تركه خلفه لأن قطر أصبحت أيقونة يشار إليها بالبنان، نسير والحمد لله نحو عالم متقدم بكل محبة وود بين شعب متلاحم حول قيادته في أحلك الظروف وهو الآن يصنع المعجزات نحو المستقبل لقطر الخير.