القمة الخليجية بالكويت
11 Dec 2017
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
كثر الحديث خلال الثلاثة أشهر التي سبقت انعقاد القمة الخليجية الثامنة والثلاثون في دولة الكويت الشقيقة بأن هذه القمة لن تعقد وستؤجل الى وقت آخر او شهر مايو 2017 . ولكن التحرك الكبير والاصرار على انعقاد هذه القمة الذي قامت به دولة الكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح هو اكبر نجاح على مستوى محاولة عدم تأثر المنظومة الخليجية بما يدور من خلافات عميقة بين الدول المكونة لهذه المنظمة.
لم يكن موقف دولة قطر كعادته مخالفا لاي تعاون او اي تسامح من أجل تأكيد على الوحدة الخليجية وكيفية تقويتها والمضي قدما نحو آفاق مستقبل زاخر لدول الخليج العربية .
وما مشاركة دولة قطر بقيادة سيدي سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الا تأكيد على حرص القيادة القطرية على عدد من النقاط نوجزها فيما يلي :
تقدير واحترام الوساطة الكويتية التي لم تألوا جهدا في محاولة رأب الصدع بين دولة قطر من جهة ودول الحصار من جهة أخرى .
حرص دولة قطر على استمرار المنظومة الخليجية وبقاءها ، حيث تعتبر هذه المنظمومة إطارا يجمع دول الخليج العربية وتشكل كيانا يعبر عن تطلعات الشعوب الخليجية.
كما أن قطر تؤكد بأن حل الأزمة الخليجية لن يتم الا بالجلوس الى طاولة المفاوضات وهذا ما أكدت عليه قطر من خلال سمو الامير والمسؤولين منذ بداية الازمة بأن الحل هو الحوار البناء الهادف لازالة العقبات وحل المشكلات على أن لايخالف سيادة كل دولة وقرارها الوطني .
وقد عقدت القمة الخليجية ومع الاسف الشديد كانت مشاركة دول الحصار بوفود اقل من المتوقع، وكان صدور اعلان من دولة الامارات في يوم انعقاد القمة بتشكيل لجنة للتعاون العسكري والسياسي والإقتصادي والتجاري والثقافي مع السعودية لافتا ومستغربا، حيث القي بالمزيد من الشكوك ليس حول قرارات القمة الخليجية بالكويت فحسب، بل مستقبل منظومة مجلس التعاون الخليجي برمتها.
يعتبر مجلس التعاون الخليجي والذي تأسس عام 1981 هو تحالف يضم دول مجلس التعاون الست / قطر والكويت والسعودية والبحرين والامارات وعمان /.
ومن هنا فان مشاركة سمو الامير تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه كانت بارزة على المستوى الخليجي والاقليمي والدولي وتؤكد بأن قطر الخير لا تخفي شيئا وأنها على إستعداد للحوار والتباحث بشأن ايجاد الحلول الممكنة والمناسبة لرفع الحصار الجائر عليها من ثلاث دول شقيقة من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحضور القطري شكل هاجسا كبيرا لدى هذه الدول مما حدا بها الى تقليل التمثيل .
وقد أثبت هذا الحضور قوة الموقف القطري ورغبته الصادقة في محاولة تخفيف الادعاءات التي تبديها دول الحصار من دولة قطر ومواقفها الدولية . لكن يبقى الهروب من المواجهة سيد موقف دول الحصار .
مازالت قطر تميم المجد تمد يد الحوار والمصارحة تقديرا للوساطة الكويتية التي تكن لها دولة قطر قيادة وشعبا كل الترحيب والاجلال . ولكن في المقابل لن نقف على أطلال الضعف والهوان التي يراد لقطر ان تبقى عليه وأن لا يكون لها صوتا مسموعا في المحافل الدولية ، قطر نجحت في رسم أسمها عالميا في جميع دول العالم وستستمر في هذا النهج والرقي لتبقى قطر في المراتب الاولى دوليا في جميع المجالات .
سيري بلادي نحو المقدمة ولن نرضى لغيرها بديلا .