الذباب الالكتروني والحصار
07 Feb 2018
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
اي متابع لما يكتب او ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الحصار المفروض على دولة قطر يلاحظ أن هناك تجاوزا لكل القيم الحميدة والأعراف في ديننا الحنيف والأخلاق التي تربينا عليها .
بلا شك ان هناك دخلاء كثر على مواقع التواصل والتي تقوم بنوع من الاساءة والقذف المستمر والترويج للأكاذيب ومحاولة إشغال الرأي العام عن أمور أخرى تؤثر في حياته اليومية، وهنا نؤكد بأن هؤلاء لا يمثلون الآراء الحقيقية للشعوب الخليجية.
وقد لخص تقرير لقناة بي بي سي مستندا لعدد من الخبراء بشأن الذباب الالكتروني وكيفية عمله والآلية التي يقوم عليها،وان مايقرب من نصف تغريدات تويتر تدار عن طريق ما يسمى بالذباب الالكتروني الذي نشر عدد لا يستهان به من التغريدات اليومية.
وهذا العدد الكبير يأتي وفقا لبرامج وأنظمة تستخدم لنشر التغريدات على عدد من الحسابات الوهمية وبصورة تبدو حقيقية وذلك لنسبه الى أشخاص معروفين بالمجتمع حتى تعطي انطباعا بجدية المعلومات التي تنشر، حيث تعمل هذه الحسابات على إنشاء وسوم (هاشتاغات) الهدف منها محاولة السيطرة على الرأي العام ورفض اية معلومة تنتقد موقف الدولة التي تقف وراء هذه الإشاعات تدعيما لموقفها الجائر من حصارها الظالم على قطر.
في الواقع أصبح المجتمع الخليجي بشكل عام واع، وعنده من الثقافة الكثير للتمييز بين ما هو دخيل على المجتمع وما هو أصيل، بالاضافة الى أن المبررات التي تدعيها دول الحصار وتغييرها الدائم بين الحين والآخر وفقا للأهواء والظروف لا يمكن الاعتماد عليها واصبحت من الماضي في ظل تعدد الآراء والانفتاح الاعلامي، لأن المجتمعات أصبحت تعيش في قرية واحدة لسبب التطورات التكنولوجية المتاحة.
لايمكن إغفال الحق مهما تعالى الباطل حيث أن المصالح دائما قد لا تستجيب للمطالب، وبقدر ما جيشت الحشود والجهود السياسية والاعلامية والاقتصادية وغيرها لصبغ سمة الارهاب على قطر إلا أن الدوحة اثبتت العكس امام العالم جميعاً، ووجدت تعاطفاً كبيراً من الأنظمة والشعوب حول العالم.
قطر صغيرة على الخارطة، ولكن بفضل الله تعالى وقيادتها الرشيدة أصبحت في مصاف الدول المتقدمة حول العالم ولم يكن التطور والتقدم يقاس بالمساحات، ولعل النتائج والمؤشرات التي تكشف على الدوام بشأن قطر تثبت انها في الطليعة دائما. لم يضيرنا هذا الحصار الظالم بل اصبحنا نعتمد على انفسنا اكثر من السابق ، والمقولة الشهيرة لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه «رب ضارة نافعة »، التي ذكرها سموه في خطابه بعد اكثر من شهر ونصف على الحصارتفسر الحالة ما قبل وما بعد الحصار وهي التي تؤكد بأننا نسير نحو المستقبل وتعطي فكرة عامة حول ما سنبني عليه واقعنا الجديد والذي فرضته علينا الظروف.
وفي الختام نقول أن اللعبة السياسية اختلفت كثيرا الآن عما قبل وأصبحت دول الحصار هي المحاصرة وأمام مرمى مؤسسات الحقوق المدنية الدولية، بالاضافة الى تعالي الاصوات المنتقدة لها دولياً.
إن موقفنا الشجاع لم يتغير ولن يتغير واصبح صوته عاليا يعانق السماء وسيأتي الوقت الذي تطلب فيه هذه الدول الجلوس على طاولة المفاوضات بعد ان كانت تتعالى وترفض ذلك.
انقلب السحر على الساحر والأيام بيننا وستبقى قطر كبيرة بشعبها وقيادتها والدروس عبر ولعل هذه المحنة التي تمر بها قطر الخير تعتبر دافعاً كبيرا لبذل المزيد من العطاء والنجاح في شتى المجالات. كم أنتي كبيرة يا قطر في عيون شعبك الوفي وفي عيون الأحرار حول العالم، الى الامام والرفعة دائماً يا قطر الخير والعطاء وواحة الأمن والأمان.