CHAIRMAN: DR. KHALID BIN THANI AL THANI
EDITOR-IN-CHIEF: DR. KHALID MUBARAK AL-SHAFI

Views /Editor-in-Chief

وداعاً أمير الانسانية

Dr. Khalid Al-Shafi

01 Oct 2020

 

د. خالد آل شافي | رئيس التحرير
 
نزل خبر وفاة سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح كالصاعقة على شعوب المنطقة وبقية انحاء العالم، لا اعتراض على امر الله وقضاءه، ولكن ترجل هذا الفارس العربي الاصيل عن صهوة جواده خلق نوعا من الارباك والصدمة لدى الكثير من محبيه في شتى أرجاء المعمورة.
اذ كان سموه قائداً فذاً ليس للكويت وحدها، وانما للعالمين العربي والاسلامي والعالم بأسره. 
كان محبا للسلام وله مواقف دولية بارزة في عدد من القضايا، وسعى جاهدا الى دعم المنظمات والهيئات الدولية التي تعنى بالعمل الانساني، فكان بذلك سباق الى عمل الخير.
 وبفضل رؤيته الثاقبة وحنكته السياسية تمكن من الحفاظ على مكانة ودور دولة الكويت الشقيقة في أكثر الملفات الدولية تعقيدا، وآخرها الضغوط التي تعرضت لها الكويت للدفع بها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.
وأننا في دولة قطر لن ننسى ما حيينا موقفه الشجاع والاصيل في التصدي للحصار الظالم الذي فرض علينا من قبل ثلاث دول خليجية تربطنا بها أواصر الاخوة والجيرة والعمل المشترك في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. 
وما قام به من رحلات مكوكية في اليوم الثاني من الحصار وفي شهر رمضان المبارك، هي واحدة من الكثير من المحاولات التي قام بها لإيجاد حل للازمة ورأب الصدع والخلاف. 
لم يكن من السهل عليه رؤية الصرح الخليجي الذي ساهم في بناءه ورعاه مع اخوته من زعماء الخليج يتصدع وينهار امام ناظريه، بالرغم من الآمال الكبيرة التي كانت تعقد على قيام مجلس التعاون الخليجي.  وكان اميرا للسلام ومحبا له، ويحرص دائما على تأكيد اهمية تماسك دول مجلس التعاون والعمل على تقوية الروابط فيما بينها والحفاظ على مجلسها باعتباره آخر التجمعات التي كان يمكن التعويل عليها في المنطقة العربية. وهذا ما أكده في خطابه الاخير في مجلس الامة الكويتي.
 قاد سفينة الكويت الى بر الامان خلال فترة حكمة التي عاصرت العديد من الهزات والأزمات التي تعرضت لها المنطقة ولا تزال. الا ان سموه ونظرا لخبرته الطويلة وانجازاته الدبلوماسية، تجاوزت الكويت كل تلك الازمات بروح من الصفاء والنجاح.
وداعا امير الانسانية والى جنات الفردوس ان شاء الله، فتاريخك الحافل سوف يكون شاهدا لك لا عليك بإذن الله.  ولا خوف على الكويت الشقيقة فهناك من سيكمل المشوار، وسمو الشيخ نواف الاحمد الصباح خير خلف لخير سلف، ونحن على ثقة بأن سموه سيواصل المسيرة لتحقيق ما يتطلع اليه الشعب الكويتي الشقيق والمنطقة بأسرها. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وجعلها واحة للأمن والسلام.