Dr. Khalid Al-Shafi
اليوم الخامس من يونيو ينهي الحصار الجائر على قطر عامه الثالث، حيث تمكنت الدولة وبفضل قيادتها الرشيدة من إدارة هذه الأزمة وتحويلها من محنة أرادت دول الحصار من خلالها النيل من استقلال قطر وسيادتها الوطنية لتصبح منحة تمثلت في الكثير من النتائج الإيجابية على كافة القطاعات الحيوية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية مما جعل دولة قطر تتخطى هذه الصعاب وتسير على الخطى التي رسمتها القيادة كدولة مؤثرة في المجتمع الدولي.
على الصعيد السياسي تمكنت دولة قطر من المشاركة الفعالة في القضايا الدولية الملحة مثل محاربة الإرهاب والتطرف ودعم مشروعات التنمية المستدامة بالإضافة الى تسوية النزاعات الدولية التي تهدد الاستقرار العالمي. وكان اخر انجاز حققته دولة قطر في هذا المجال هو الوصول الى اتفاق سلام بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان لتنهي بذلك صراعا ظل مستمرا منذ عقود طويلة. ولم يثن الحصار دولة قطر للقيام بواجبها الإنساني تجاه الشعوب الصديقة في مجالات التعليم والبنية التحتية والخدمات الصحية وصنع فرص عمل للشباب.
واقتصاديا تمكنت دولة قطر في ظل السياسات الرشيدة والخطط الاستراتيجية الواضحة من تجاوز آثار الحصار سريعا والمحافظة على معدلات نمو ثابتة كما حظي الاقتصاد القطري بثقة المجتمع الدولي ومؤسسات التصنيف العالمية. واستمرت المشروعات الجديدة في قطاعات النفط والغاز والاستثمارات العالمية في الخارج والتي حققت نجاحات مرموقة وحققت عوائد مالية ضخمة للدولة.
وتمكنت الدولة من الانتقال الى عصر الاقتصاد المعرفي وشجعت القطاع الخاص ليدخل في دائرة الإنتاج ويتمكن خلال مرحلة وجيزة من تغطية الاستهلاك المحلي في قطاعات الزراعة والمواد الاستهلاكية وإنتاج الألبان والخضروات والفاكهة.
وشهد الاقتصاد القطري للمرة الأولى الاهتمام برواد الاعمال وتحويل كافة قطاعات المجتمع وخاصة الشباب والمرأة الى قوى منتجة ومشاركة في النمو الإجمالي.
ويعكس تقرير التنافسية الدولية تصدر دولة قطر لكافة مؤشرات التنمية المجتمعية على مستوى المنطقة وبثبات مما جعلها من الدول القليلة التي طبقت مفهوم الاستدامة على الوجه الصحيح.
وعلى المستوى الإعلامي ظلت المؤسسات الإعلامية القطرية تحقق العديد من الإنجازات في مواجهة الاعلام الموجه والمعادي لقطر وشعبها مما ساعد على دعم القرار السياسي والاقتصادي وتعزيز الثقة وكسب ثقة المجتمع الدولي الى جانب قطر.
وكانت دول الحصار تسعى الى افشال استضافة قطر لمونديال 2022 لكن خاب سعيها اذ فشل الحصار فشلا ذريعا في إيقاف تنفيذ مشروعات كاس العالم بل تمكنت قطر من انجاز الملاعب الرياضية في وقت قياسي وقبل موعدها مما أحبط كل تلك المؤامرات.
ولعل أكبر انجاز حققته قطر هو التلاحم الشعبي الكبير الذي يعكس اقوى قيم الولاء والوفاء بين الشعب وقائده والوحدة القوية لأهل قطر مواطنين ومقيمين في مواجهة هذه الاعتداءات غير المسؤولة.
وتبينت قوة قطر الناعمة في ظل جائحة كورونا لتسجل مرة أخرى اقوى وأفضل المؤشرات في الاستعداد لمواجهة هذه الجائحة اذ كانت قطر أقل دولة على مستوى العالم في عدد الوفيات كما حظيت باحترام شعوب العالم وتقديرها لما قدمته من دعم في إعادة رعايا العديد من الدول العالقين في الخارج بسبب أزمة كورونا.
وتوجت قطر هذه الإنجازات بان تصدت لجائحة كورونا على المستوى الدولي، وقدمت المساعدات اللوجستية والدوائية والفنية لأكثر من 22 دولة، في وقت ازدادت فيه الحاجة الى المساعدات بسبب النقص الشديد في المستلزمات الطبية الذي عانت منه العديد من الدول. وقد أشادت العديد من دول العالم بمواقف قطر الإيجابية في مساندة المجتمع الدولي للحد من الاثار الخطيرة لفيروس كورونا. وقد سارعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ورؤساء دول ووزراء خارجية بالإشادة بدور قطر المتميز في تخفيف اثار الجائحة على شعوب العالم.
خلاصة القول أن قطر قدمت للمجتمع الدولي نموذجا حيا للدولة الداعمة للاستقرار العالمي والنمو والتطور وكان من الطبيعي أن تتمتع بالقدرة على المبادرة وهي تدير سياستها الخارجية بوعي وتخطيط سليم واهداف واضحة لخير شعبها الوفي والإنسانية جمعاء.