Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
يعتبر هذا اليوم مصادفاً للسنة الأولى من الحصار المفروض على دولة قطر من قبل أربعة دول «ثلاث منها في ما يسمى بالمنظومة الخليجية» والأسباب مفتعلة وغير واقعية ووفقاً للأهواء والمزاج العام لتلك الدول، وأخيراً ومع كل المناقشات والأحاديث الإقليمية والدولية حول الدواعي والأسباب إلا أنها تبقى ادعاءات طي الكتمان حتى إشعار آخر.
كان يراد من هذا الحصار الظالم سقوط دولة قطر والسيطرة عليها وجعلها على هامش الخريطة الدولية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد خاب مسعاهم وانقلب عليهم، حيث نجحت قطر محلياً في تجاوز هذه المحنة التي ارادوها لقطر لتصبح نعمة وتعكس أهواء الشعب القطري.
ان الحديث كثيراً والاطالة عن هذا الحصار وكأنه كما يدعي ويروج الذباب الالكتروني لدول الحصار انه سجن كبير، على العكس تماما فقد صوره الشعب القطري بأنه بداية انطلاقة قطر نحو الاعتماد على النفس في كل متطلبات الدولة والتعامل مع جميع دول العالم بدون أي قيود ولا شروط مسبقة واصبحنا نتعامل مع العالم الحر الند بالند.
لذا فإن هذا الحصار أصبح في الواقع كرامة وعزة لكل من يسكن على ارض قطر الحبيبة، ان أكبر نجاحات الحصار هو الإلتفاف واللحمة بين الشعب وقيادته التي وازنت بين تطلعات وكرامة شعبها والاتفاقيات والعلاقات الدولية.
لا نقول بأن قطر هي من اختارت هذا الطريق، نعيد ونكرر بأننا في قطر أجبرنا على التحرك والعمل للمحافظة على دولتنا وشعبنا الأبي، وقطر لم تغلق الأبواب، وتشير الى الحوار والصلح في كل المناسبات، بل كانت ومازالت ترحب بالجهود التي يقوم بها سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لإيجاد حلول لهذا الحصار الظالم، كما أن قائد مسيرتنا وحافظ مستقبل وكرامة قطر وشعبها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه قال بكل وضوح في مقابلته مع مقدم برنامج «60 دقيقة» على قناة سي بي أس الامريكية بأننا نريد ان تنتهي هذه الازمة وإذا تقدمت دول الحصار مترا واحدا للحل سنتقدم عشرة آلاف ميل، لكن لن يكون الحل على حساب كرامتنا وسيادتنا.
هنا نقول ان استمرارية هذا الحصار من عدمه لن تثني القيادة والشعب على المضي قدما نحو بناء الوطن، رسمنا اجمل لوحات الوفاء والعزة والصمود وسنسطر بحروف من ذهب اجمل أمنيات النجاح والتفاني والعطاء .. عاشت قطر حرة أبية تسمو بروح الأوفياء.